الحايك الجزائري رمز للهوية الوطنية

ان  الحايك الجزائري رمز للهوية الوطنية و لطالما نعت الجزائري البيضاء نسبة إلى الحايك التي كانت ترتديه نسوتنا في السابق، بحيث كان الحايك جزءا من ديكور العاصمة وعدة مدن وكانت المرأة التي لا تمتلك واحدا منه في منزلها امرأة غير مكتملة وتنوعت أنواعُه وتعددت أشكاله، إلا أن النوع الذي ذاع صيته وشهرته هو “حايك مرمى” وهو عبارة عن قطعة قماش واحدة بيضاء ناصعة من الحرير الصافي
وللحايك.. رحلة تاريخية متميزة والأبيض رمز للطهارة و عفة النفس
إن التسمية الحقيقة للحايك مشتقة من كلمة الحايكة أي نسج الثوب وقد استبدلت الهمزة بالياء لأن أهل الشمال الإفريقي لا ينطقون الهمزة التي تكتب على النبرة مثل الجزائر ذلك و ان الحايك في اللغة العربية يطلق أيضا على الذي يمشي متبخترا،هذه التسمية الأخيرة ربما هي القرب إلى الصواب وهذا إذا عرفنا بأن الحايك كان يلبس من قبل الرجل قبل المرأة،لكن ليس بشكله المعروف حاليا،إذ كان عبارة عن قطعة من القماش الفاخر توضع على الكتفين والصدر إلى ما تحت الحصر، وتطوّر ليصبح في البداية القرن الثامن عشر يستعمل للزينة،وفي ذلك العهد عٌرف اللون الأبيض وكان يٌلبس حتى عند الرسميين واستمرت استعماله حتي القرن التاسع عشر فقد شمل  استعماله كذلك اعيان من القوم بحيث نجد امير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية كان يرتديه عندما ينزع البرنوسه.
وفيما  بعد اصبح حرك على المرأة الجزائرية.
5
ويعتبر الحايك جزاء من تاريخ الجزائر بما يزخر من بطولات النساء في الفترة الاستعمارية وخاصة في الحرب العصابات المدن وما كان على النسوة إلا القيام بمهمات خطيرة إبان الثورة بزرع القنابل و نقل الذخيرة والتخفي فيه لان المستعمر كان يخشى ان يقترب من النساء ويقوم بتفتيشهن.
وقد استغل بعض المجاهدين الحايك لتمويه المستعمر للتنقل في ازقة القصبة دون ان يكتشف هذا إلا بعد افشي بهذا السرمن طرف الخونة ، فأصبحت النساء الجزائريات ترغمن في بعض احيان على نزعه امام الحواجز او يمرروا عليهن الآلة لكشف ان كانت تحمل السلاح .
وبهد دخل الحايك  في الثورة الجزائرية الاكثر جدارة بالإعجاب والتي خاضها الشعب ضد المستعمر من كثرة استعماله  من  الطرف  النساء  والرجال  في  بعض  احيان
وإذا امكن لهذا الرداء البيض ان ينطق يستشهد على هذه الحرب الضروس والتي خاضها الشعب لكسر قمع الاستعماري ،فستكون له أخبار عديدة يسردها لنا وحقائق يكشفها لم نتخيلها ابدا .
و امام التطورات الحالية للعصر لم تستطيع المرأة الجزائرية الصمود امام هذا الزحف الجارف وبدا الاستغناء عنه ليحل محله الحجاب او الجلباب الافغاني الغريب عن الجزائر و اصالتنا.
صحيح ان لكل جيل منطقه ومميزاته ولكن الجميل هو المحافظة على هذا اللباس العريق عراقة اصالتنا وحضارتنا والذي يزيد المرأة حشمة ووقارا و الاجمل من ذلك هو ايصال تلك البصمات التي تركها لنا الاولون والتي كانت تطبع الحياة انذاك

Leave a Reply