أن أزمة السكن في الجزائر جعلت من الكل يبحث عن بصيص امل لظفر بمسكن يصون به كرامته و بلغ العجز مستوياته القياسية بعدم توفر مسكن للموطن البسيط اذا أصبحت من رابع المستحيلات الحصول على سكن بكل الصيغ المتوفرة في الجزائر إلا صيغة ان تكون ثري جدا فهذا ممكن.
و قد بلغ ثمن الشقة ذات ثلاثة غرف في العاصمة الجزائرية بأكثر من مليارين دينار جزائري
رغم ان هذا المبلغ اذا حول الي العملة الصعبة يمكن لهذا الموطن ان يشتري فيلا في دول اخر لا على التعيين.
احزنني منظر احد الموطنين يقطن بالعاصمة الجزائرية جعل من الشارع مسكن له منذ شهر فيفري 2014 على حد قوله حيث اجبر على الطرد التعسفي من صاحب العقار بأمر قضائي يتطلب اخلاء المسكن فورا ،رغم ذلك فإن المسكن الذي غادره محمد مقفول منذ ان طرد منه.
لقد افتراش ارض بقطعة من قماش تحت العمارة التي طرد منها فحولها الي مسكن من شقتين صغيرتين تدمع العين من مشاهدة هذا المنظر ، الذي يوحي لك انه في منطقة حرب او تعرضت للزلزال.
شقة من غرفتين
لقد ترك محمد عمله وعاد همه الوحيد حراسة منزله من المارة، فقد تجد من يحكيه حب الفضول وينتهك حرمة بيت من قماش او تجد اطفال بطبعهم يحبون اكتشاف الاشياء الجديدة
اما عن زوجته فقال: ” أنها طلبت منه الطلاق لتوجه مصيرها بنفسها مع ابنه لان الوضع لم يعد يحتمل السكوت عليه” مما زاد في تعاسة وحزن محمد
وقف عاجز لا يستطيع فعل شئ حيل ما حصل له ، فقد تساهمت مجموعة من سكان المنطقة و وضعوا له لفت على جدار منزله تعلن للناس انه يوجد هناك عائلة مطرودة.
لقد اشتدت ازمة السكن في كل ارجاء الجزائر من الشمال الي الجنوب ومن الشرق الي الغرب وكأنك تبحث عن ابرة في كومة قش ، و اصبح الشباب يعزف عن الزوج او بناء اسرة ، لم يعد يعرف اين يجد الحل هل في ايجاد فرصة عمل فإذا حصل على فرصة عمل فإن ثمن الشقة البسيطة لا تكفي لمرتب الذي يتحصل عليه إلا بعد عشرين سنة من العمل المتواصل دون ان يستعمل راتبه بشكل نهائي
ان الحظيرة السكنية في الجزائر والتي تزيد عن 6 ملايين وحدة سكنية، تبدو عاجزة عن استيعاب الطلبات المتراكمة لسنوات نتيجة عجز الدولة من مواكبة هذا الطلب المتزايد على السكن، خصوصا مع تزايد النمو الديمغرافي
و اصبحت ازمة السكن في الجزائر أحد أهم المشاكل التي عجزت كل الحكومات المتعاقبة في البلاد على حلها، وفشلت كل السياسات المرتبطة بالقطاع من تخفيف حدتها، فهي أحد أهم عوامل التوتر الاجتماعي و مصدر كثير من الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر.
أشكرك على هذه التدوينة و على القاء الضوء على واحدة من اهم المشاكل التي نعيشها اليوم. بالنسبة لي، مشكلة السكن هي مشكلة ناجمة عن تخطيط سيء من طرف الدولة، لقد اعتقدت هذه الأخيرة بأن الشعب قد يسكت عن هذا الأمر لكن توقعها لم يكن صحيحا بالكامل. الأزمة الاقتصادية (رغم وجود بحبوحة مالية) الجزائرية تسببت في ارتفاع ثمن العقار و ندرته و لحل هذه المشكلة يجب أن يكون هناك مخطط سكني لتوفير الاحتياجات المستقبلية كما وجب أن يكون هناك أيضا توزيع عادل للثروة يضمن للسكان الحصول على مسكن و إلا ستكون الكارثة!
شكرا اخي انك تتبع تدويناتي
لا شكر على واجب 🙂 من واجبنا تشجيع الزملاء و الزميلات.
🙂