دعوى تعويض مؤجلة لعامين

تنتابك الحيرة و الدهشة من كثرة القوانين في الجزائر والتعديلات التي تطرأ عليها فتجد منها تحفظ كرامة الموطن ، باعتباره الركيزة اساسية للمجتمع وبين اسس تطبيق هذه القوانين على ارض الواقع.
كيف ولا وأنت تتعرض الى حادث اهمل من طرف مصلح البلدية من بلديات الوطن وتصاب بعجز يدوم لعدة ايام وقد تفقد الحركة بسبابه ، وعند ما تحول طلب التعويض فهذه حكاية اخر تجعلك تعيد حساباتك من جديد وكأنك ليست المتصرر و قد اصبك ضرار في جسدك  ، مع ان القانون المدني الجزائري في نص مادته 124 والتي تنص بصريح العبارة عن انه كل من تسبب في ضرار ملزم بالتعويض.
تذكرت حينها قول عمر بن الخطاب “” لو أن بغلة عثرت في العراق اسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق”” حينها كان في المدينة المنورة اما الآن فأكدا اجزم انه لا يوجد مسؤول يمر عليها.
اصبحت طرقاتنا  اليوم عبارة عن وراشات عمل على مدار السنة بما يعني 365 يوم  بحيث لا  يستطيع  ان يمر عليها الموطن او السيارة ولا يوجد فرق وأنت تسر في الطريق لا تعرف مادا بوسعك مراقبته هل تراقب السيارات اما الطرقات وكأننا في بلد لتوه خارج من حرب او زلزال وهي في مرحلة البناء من جديد .
ما إذا تحدثنا عن الحفر في الطريق من كثرتها لا تعرف ما بوسعك تجنبه في ذات صباح وأنا اسير في العاصمة الجزائرية لم اعرف مادا حدث لي حتى وجدت نفسي واقعة على ارض كلتا قدمي إلتوتا من جراء تلك الحفرة التي كانت على جانب الطريق اما طريق الخاص بالمارة فهو عامر بتجار لبيع تذكارات اخذوا ترخيص من المسؤولين ببيع فيه ، فهو عبارة عن سوق مفتوح فيجد الموطن نفسه يسير في ممر الخاص بالسيارات لا تعرف كيف تتجنب السيارات لأنك تزاحمهم في الطريق الخاص بهم

فما كان عليا إلا البكاء من شدة الألم والصدمة فإذا بشرطي يتقدم لي ويقول بعبارة تغمرها الحسرة لما حدث لي هل استدعي لك سيدتي  سيارة الإسعاف ؟ لم استطيع الاجابة عنه من شدة الالم فكان المشهد مرعب ومؤلم بالنفس الوقت حينها تقدم شابان لمساعدتي وامسك بيدي شعرت حينها اننا بخير ويوجد الخير في بلدي .
لكن بعد مرور اكثر من ساعة والألم لم يزول بل زادة شدته مما جعلني اطلب من الشرطي استدعاء سيارة الاسعاف على جناح السرعة، فجاءت السيارة بعد 15 دقيقة.
حملت بعدها الي المستشفي على جناح السرعة السلحفاة لان لطريق مزدحم فوشوشة في نفسي كيف يبدوا المشهد هذا إذا كان المصاب في حالة حرجة جدا كم يتطلب أمرعلى  ان يصل إلي المستشفي لتقدم له الاسعافات الاولية .
وحين واصلت إلي المستشفي قسم الاستعجالات الخاص بكسور العظام فهناك مشهدا اخر اكدا اجزم اني في مسلسل درامي لم استطيع ان اسير فمكان على المسعفين إلا جلب لي سرير متحرك لكي اصل إلي قاعة العلاج.
وفي قررت نفسي اقسمت ان ارفع دعوى التعويض على البلدية في المحكمة الادارية الان القضاء في الجزائر اصبح مزدوج فبحث عن المحكمة الادارية التي تقع في العاصمة لان الحادث وقع في اقليم المحكمة
فتوجهة في الصباح باكر وأنا احمل الملف الطبي لكي احررعريضة عند كتابة الضبط لدي المحكمة  الادارية  ، فإذا بمرشدة تقول عفو سيدتي يجب ان يقوم بهذا الاجراء محامي وليس الطرف المدعي؟
حينها شعرت انه لا يوجد احد يتجرءا ويرفع دعوى التعويض مما يجعل المسؤولين يقصرون في اداء واجباتهم نحوا الموطنين الذين يتعرضوا إلي حوادث جراء اهمالهم.
خرجت مسرعة من المحكمة وفي دهني هدف واحد وهو اكمال دراستي في مجال الحقوق لاني في السنة اخيرة وفي العام القادم ان شاء الله التحق بسلك المحاماة على ان ارفع دعوى التعويض بنفسي بعد عامين.

Leave a Reply