اعتداءات الجنسية و صمت المجتمع عن الفضيحة

      كانت تخبرني بصوت خافت انها اصبحت تخشي كل من يمشي خلفها هذا ما صرحت بها طفلة “فاطمة” في مقتبل العمر بصفتي استاذتها لم اعرف مادا اقول لها ….؟
كانت بمثابة صدمة كبيرة لي أن أسمع من تلميذتي  أنها تعرضت لاعتداء جنسي. علي مدار اكثر من 24 سنة من عمل المتواصلة في التعليم لم اشعر أني عاجزة امام موقف ، كما أعجزت أمام هذا الموقف الإنساني ، وماذا يمكني أن أقدم لها ؟  من هول ما سمعت خشيت ان تلاحظ الدموع في عيني و ان جسمي كله يرتعش   ، كان الإحساس خليط من الخوف والحسرة!!!

 
قصة   من بين كثير من القصص التي تحدت في المجتمع الجزائري حيث تزايدت في الآونة الاخيرة عدد الاعتداءات الجنسية علي الاطفال في الجزائر و وما يزيد من صعوبة المشكلة ان الموقف المجتمع الذي يخشى من اكتشاف الفضيحة رغم وجوده وانتشارها بشكل مخيف في مجتمع محافظ بات  تهدد  مصير الطفولة  في الجزائر.
وعن هذه الظاهرة الغربية على المجتمع الجزائري نجد من بين اسبابها ان التحولات التي حدث في الاسرة الجزائرية نتيجة العشرية السوداء وما خلفتها من اثار نفسية و اجتماعية وكذا تأخرالسن الزوج وهذا نتيجة الظروف الاجتماعية المزرية لأسرة الجزائرية والمتمثل في البطالة وأزمة السكن الحانقة التي يعاني منها غالبية المتجمع.
الامر الذي يخلق اضطرابات لدى الاشخاص بحكم ان جسم الانسان يطلب اشباع الرغبات والنزوات كإشباعه بالأكل والشرب وبالتالي يلجأ الى الاشخاص الضعفاء وغير القادرين على المقاومة الي اشباع رغباتهم .
والي جانب ذلك فإن الاعتداء الجنسي على الاطفال يعتبر جرح لا يندمل ويبقي مدي الحياة ، حيث ان كل الدراسات العلمية تثبت أن الأطفال الذين يتعرضون للاعتداءات الجنسية يصابون بانهيارات عصبية ومشاكل نفسية تؤثر على مستقبلهم عند بلوغ سن الرشد

و تعد شبكة ندى الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل الشبكة الوحيدة والتي تحارب كل الاعتداءت ضد الاطفال بما فيها الجنسية      وقد أنشأت الرقم اخضر “3033” جعلت منه  خلية استماع ومرافقة الاطفال ضحايا العنف بكل انواعه حيث تلقي     الخط اخضر “3033” مابين جوان 2013 وجوان 2014 حوالي 16115 مكالمة هاتفية تطلب المرافقة والمساعدة من اطفال يتعرضون لشتي انواع الاعتداءات .
ولقد أحصت الشبكة “ندى ” واقع الطفولة في الجزائر فكانت النتائج التالية :
1193 ضحية عنف مدرسي.
913 طفل تعرض لعنف واعتداء جنسي.
183 طفل يتعرض للضغط النفسي
645 متورطين في ممارسة الدعارة
ما بين 10.000 و11.000 طفل يقدم للعدالة سنويا
16115 مكالمة هاتفية ما بين جوان 2013 وجوان 2014 تطلب المرافقة والمساعدة
4787 حالة سوء معاملة
واستغلال اقتصادي (عمالة)
2465 يعيشون في نزاعات عائلية جراء الطلاق، الحضانة، حق الزيارة والكفالة.
يعكس بيان الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل “ندى” لسنة 2014 صورة سوداوية عن واقع الطفل بالجزائر، لاسيما أن هناك أمورا خطيرة ظهرت مؤخرا باتت تهدّد الطفولة، كالتي تعلقت بالاختطاف والانتحار والانتهاكات الجنسية التي مست هاته الشريحة الحساسة من المجتمع

 

Leave a Reply