اثار اليربوع الازرق في صحراء الجزائرية

صرخة من اعماق الصحراء الجزائرية تناشد االضمير الانسانية وتحكي في صمت على ماحل بها من دمارللحياة و الطبيعية ونسل والحرث، حيث انتهك اليربوع الازرق حرمة الصحراء الجزائرية شاسعة ، فما هي قصة اليربوع الازرق وأثاره المدمرة على الطبيعة ؟
اليربوع هو حيوان صحراوي ينتشر في صحراء افريقيا واسيا صغير الحجم وهو حيوان ليلي يحب اللعب والحركة ويتمتع بحاسة سمع حادة حيث ان أذناه طويلتان ويستجيب للأصوات الحادة ،كما ان له حاسة شم قوية يستفيد منها بتجنب اعداءه وغالبا ما يكون الجزء العلوي منه بلون اصفر ترابي والجزاء السفلي ابيض ويبلغ طوله من انفه الي بداية الذيله 11 سم اما طول ذيله يبلغ 20 سم وله عينان كبيرتان و يعتبر من القوارض التي يمكن ان تعيش في المنازل.

هذا الوصف المختصر الحيوان الذي يعيش في الصحراء الجزائرية وقد اتخذا اسمه لأبشع التجارب النووية في صحرائنا ،فكان منها الازرق ثم الابيض و الاحمر الالون العلم الفرنسي الذي ذمر الاخضر واليابس وارتكب جرائم ضد الانسانية.
في ذات يوم 13 فيفري 1960 على الساعة السابعة وأربع دقائق ودون علم أحد أوأخذ الحيطة والحذر بإبعاد السكان أو حمايتهم

هزت فرنسا صمت الصحراء بتفجيرها اول قنبلة نووية لها على الاراضي الجزائرية بقوة سبعين طن أي ما يعادل اربع مرات قنبلة هيروشيما لتتبعها مباشرة بعمليات اخر اليربوع الابيض والأحمر والأخضر.

وكان هذا بتحديد في منطقة  حموديا تقع اقصي الجنوب الجزائري حيث تبعد عن العاصمة بحوالي 1509 كلم
ولقد كان تعدد السكان انذك 42 الف سكان بإضافة الي المحكوم عليهم بالسجن من طرف القوة الاستعمارية، بحيث استعملتهم جميعهم فئران تجارب لتفجيراتها النووية لتسجل دخولها الي النادي النوويةعلى حساب الاخضر واليابس والنسل والحرث .
واكتشف الجزائريون بعد الانسحاب الكامل لفرنسا من الجزائر أن منطقة الصحراء وخاصة “رقان” هي منطقة ملوثة بالإشعاعات النووية حيث ان كل ذرة من هواء او رمل او حصى  محمل بهذا الاشعاعات حتي ان النفايات المتبقية  زدت من حدت  انتشره منذ اكثر من 54 سنة مع تاكيد علماء انه لا تزول  هذه الاشعاعات إلا بعد مرور24 الف سنة.
انتشرت بشكل مدهش أمراض السرطان بالمنطقة حيث بلغ 36 نوع من السرطانات هناك واتخذت أشكالا غريبة لاجسامهم فمنهم القزم لا يتعد نصف متر ومنهم لا يتستطعوان العيش امام ضواء الشمس .
اما حالات الجنون والتشهوات الخلقية فحدث ولاحرج ، مما ينذر بمأساة انسانية عبر اجيال القادم في المنطقة.
إن الزائر اليوم لمدينة رقان وقرية حموديا ومنطقة عين إينكر يقف على خطورة الإشعاعات الناجمة عن النفايات النووية التي خلفتها التجارب التي اجراها الفرنسيون ما بين 13 فيفيرى 1960 الي غاية16 نوفمبر 1966 ، وانتهكت بذلك حرمت صحراء الجزائرية ب57 تفجير نووي بلغ 600 كيلو طن من التيانتي حيث فاقت قنبلة هيرشيما ب 40 مرة  وتسببت بمقتل 42 ألف جزائري وإصابة آلاف الآخرين بإشعاعات، وأضرار كبيرة مست البيئة والسكان.
تبقي وسوف تبقي الاشعاعات النووية تنتج مأساة انسانية وامرض وراثية إكتسبها ابناء جيل الاستقلال ذنبهم الوحيد هو ان اجدادهم اوابائهم كانوا شهود عيان على الفاجعة التي حلت في يوم ما على المنطقة. وكذلك سوف تبقي  وصمت عار  على جبين فرنسا  على ما فعلته بالمنطقة  والاجيال  القادمة.

 

2 responses to اثار اليربوع الازرق في صحراء الجزائرية

لقد أعدتي إلى ذاكرتي ما فعلته الاستعمار بهذا الوطن الحبيب، للأسف! سوف نعاني أكثر من هذه الأمور فالسيئة الأكبر التي يتميز بها النووي هو الإشعاعات التي يخلفها و بوسع أي شخص أن يطلع عبر الانترنت على صور ضحايا هذه الاشعاعات ليدرك خطورة ما نتحدث عنه. أشكرك التدوينة 🙂

ما أكثر ضحايا اليوم من هذه الاشعاعات النووية وزد على هذا انها في منطقة مفتوحة على الطبيعة مما تجعلها عرضت لإنتشارها اكثر.
شكرا على مرورك .

Leave a Reply