لقد هتكوا عرضي واغتصبوني وتحملت اعتداءات بربرية..

 

كلماتي تطوق معانيها بشيء محسوس إلا أن حزنهن  هو حقًا دون حدود  تعجز الكلمات القلم عن وصف الألم والمعاناة التي عايشتها المجاهدات إبان الثورة المليون ونصف مليون شهيد يمكن لكلماتي أن تطلعكم على جزٍء يسير فقط من معاناتهن.

ليس من السهل ان تتحدث عن مسائلة الشرف في مجتمع محافظ وخاصة اذا تعلق الامر بالشرف المجاهدات إبان الثورة التحرير ، حيث كانت المرأة الضحية اكبر فيه
ولكن المهم سوف يبقي وسمة عار على جبين فرنسا وما ارتكبته من جرائم ضد الانسانية على كل ما هو جزائري ، ربما قد تكون جدتي جدتي او احدى فرباتي من زمن بعيد تعرضت لهذا بمجرد التفكير فيه يشعرني بحسرة على ما حدث لهن.
لقد كانت اول من رفع الستار عن هذا المجاهدة لويزة إغيل احريز حيث تحدث وبكل جراء امام الرأي العام العالمي عن ما تعرضت له
«لقد هتكوا عرضي واغتصبوني وتحملت اعتداءات بربرية.. »
هو جزء من تصريحات المجاهدة لويزة إيغيل أحريز، عندما وقفت ذات يوم في إحدى المرافعات ضد الجنرال موريس بتهمة الاغتصاب وانتهاك العرض لتكون بذلك أول مجاهدة وامرأة تكسر طابوا الاغتصاب في مجتمع يرفض الكشف عن قضايا الشرف حتى لو كانت من جانب المستعمر، كما اقتضت تقاليد المجتمع المحافظ وحياء المجاهدات أن يظل الملف بالرغم من وحشيته جريمة مسكوت عنها الى حين تنكشف الجرائم التي ارتكبتها فرنسا باسم العدالة والحرية والسلام.
بتاريخ  20 جوان من عام 2000 أدلت المجاهدة لويزة إيغيل أحريز بتصريحات صحفية لجريدة “لوموند” الفرنسية عن التعذيب والعنف الذي تعرضت إليه على أيادي الفرقة العاشرة للجنود التابعين للجنرال “ماسو” بإحدى الثكنات في الفترة ما بين سبتمبر وديسمبر 1957، وهي التصريحات التي دعمتها فيما بعد في كتابها (جزائرية)

«لقد هتكوا عرضي واغتصبوني وتحملت اعتداءات بربرية.. »

والذي أثار الكثير من الجدل، لتفتح الصحافة جدلا آخر بعد التصريحات التي أدلى بها الجنرال “ماسو” واصفا تصريحات لويزة بـ”الأكاذيب”، على إحدى القنوات الفرنسية في السادس من مارس 2002، لتكون الانطلاقة نحو المحكمة العليا الفرنسية
اما عن جميلة بوباشا احد جميلات الجزائر فقد تعرضت الابشع انواع اغتصاب
وهو ما كشفت عنه المجاهدة في بعض تصرحاته ، فالجنود الفرنسيون قاموا بحرق جسدها كاملا بالسجائر كما اعتدوا عليها وجنّدوا أيضا حركى جزائريين لاغتصابها، وقام النقيب “ليجي” بكسر أحد أضلاعها بعد أن طرحها أرضا وركلها لمرات عدة بحذائه الضخم وعندما سألها
لو أعطوك قنبلة أين كنت ستضعينها؟”، فأجابته قائلة: “سأضعها في مكتبك حتى أضمن بأنني سأتخلص منك نهائيا
أي امرأة هذا وهي تصرح بكل شجاعة امام من اغتصاب شرفها وشرف ارضها لقد اخضعت ضابط فرنسي من الجلوس على ركبتيه متوسلا إليها أن تكف عن العمل الفدائي وأن تعيش حياتها كأي فتاة فسألته من يفضل: امرأة ثورية مثلها أم رجلا حركيا كالذي يعمل عنده؟ ليسكت طويلا كما تقول ويجيب بأنه يفضّلها هي.
هذه هي المرأة الجزائرية رغم بشاعة الجرائم إلا ان الوطن يستحق ان نضحي من اجله بالنفس والنفيس .
فإذا  تخيلنا  بأن  فرنسا  بادرت و قدمت اعتذاراتها للجزائريين عما اقترفته خلال الحقبة الاستعمارية فهل سوف يقبل الجزائري اعتذارا عن عرضه وشرفه المنتهك وإن حصل ولن يحصل هل يمحو هذا الاعتذار الوقائع والآثار المزروعة في ذاكرة ونفسية هؤلاء النسوة ؟؟؟

2 responses to لقد هتكوا عرضي واغتصبوني وتحملت اعتداءات بربرية..

أشكرك على التدوينة المهمة. بالفعل، قضايا الشرف في هذا المجتمع لا تزال تحت طائلة الحرج و الخوف، و قد لا يتعلق الامر بالاغتصابات التي حدثت وقت الاستعمار بل حتى بتلك التي وقعت في العشرية السوداء من طرف رجال أرادوا اجبارنا على التصديق بأنهم يمثلون الإله. يجب رفع الحرج عن هذه القضايا و مناقشتها بكل عقلانية فالتاريخ يشهد أن شعبنا عانى ويلاتها.

شكرا على مرورك الكريم ، لنكثف الجهودنا من اجل رفع الحرج والتحدث والمعالجة الملف من كل جوانبه ، خاصة النفسية لضحايا اغتصابات سواء كانوا في فترة الاستعمارية او العشرية السوداء
مودتي

Leave a Reply to zineghebouli Cancel Reply